2010-05-17


أن الحياة كالعجلة حين تنطلق فهي تستمر في الدوران, و باستمرارها تزداد سرعتها إلى أن تصدم بشيء وتتوقف. و في تلك الأثناء قد تمر علينا الكثير من المناسبات دون أن نحتفل بها, وقد لا يكون لنا فيها وقت للراحة فكل ما نسعى له هو الإستمرارية والمواصلة. وهذه هي غلطتنا فكلما كبرنا كبرت همومنا بالبحث عما هو أقرب للمنطق, الحقيقة و الواقع. بالنسبة لنا واحد زائد واحد يساوي اثنان, لا مجال للتوسع أو الغيير. نحن نسير تبعاً لخطوط مرسومة سلفاً, وضعت لخدمة هدف معين وليس بالضرورة مصلحتنا. إننا نصب أنفسنا داخل قوالب تفكير متشابهة غير قابلة للتشكيل وبذلك نحن نكون قد قتلنا الإبداع وتخلصنا منه بوضع حدود للإحتمالات التي به تضيق به دائرة الفرص المتوفرة.

بينما عند الأطفال, معظم الأشياء تحدث بتلقائية و سهولة. فأشعة الشمس قد تكون وسيلتهم للعبور إلى الجانب الآخر من هذا الكون. إنهم قادرين على اكتشاف قارات جديدة كل يوم دون أن تمت هذه الأماكن إلى الواقع. فاتصالها بالواقع ليس بالشيء الضروري. انه لمن المحتمل لصندوق كرتوني مهمل في المخزن أن يكون مركبة فضائية مزودة بأحدث التقنيات أو آلة زمن تأخذهم لأغرب أحلامهم أو مركز استخبارات سري يقومون به أعمالهم أو حتى غواصة تحت بحر من خيالهم. إنهم يقومون بكل شيء ولا يملون أبداً بعكسنا نحن.

إنه لملحوظ في حياة الطفل أنه يركز على مراقبة حركاته وحركات الأشياء محاولة لفهم طبيعة سير الأمور و كيفيتها نظراً لقلة خبرة هؤلاء الصغار في الحياة. فلا تستغرب أن ترى مجموعة أطفال ملتمين حول نملة وعلامات التعجب و الإنبهار واضخة على وجوههم, فكل شيء مثير للإهتمام .

إن السعادة في حياة الطفل هي في أنه يرى الأشياء كما هو وليس كما هي. فحين أصف شعور طفل تلقى لتوه خبر انتقالهم لمنزل قد اشتروه بآلاف الدنانير قد لا تحصل أي ردة فعل. بينما حين يُبلغ بأنه سيذهب لقصر مزين بزجاج ملون وبه حديقة واسعة وتوجد فيه نافورة صغيرة عند المدخل لا تتعجب أن تراه متشوقاً ولا يطيق انتظاراً لاستكشاف ذلك المكان والعيش فيه. إن نظرتة للأشياء هي التي تجعلها حقيقية وتعطيها أهمية و ليس ما يقوله الأشخاص أو تخطه الأوراق.

و الآن ربما عليك أنت عزيزي القارئ أن تتذكر أنه بداخل كل واحدِ منا مهما كان عمره, طفل يريد أن يلعب و يستمتع بالحياة فلا تحرمه من هذه المتعة ولا تتوقف عن السؤال, فسؤل واحد قد يفجر ملايين الأجوبة. و من يدري قد تكون غيوم السماء مصنوعة من غزل البنات و قد يتحول الضفدع إلى شاب وسيم جداً. كل شيء محتمل.

: )
*نبض قديم

13 comments:

BookMark said...

كل شيء عندهم مثير للاهتمام

متى يرجع هذا الشعور :)

ابو فارس said...

اسمحيلي بالمرور علي هذا البست الاكثر من جميل

تحياتي

Seema* said...

BookMark, في اللحظة التي تقررين فيها التخلص من هموم الكبر والتفكير في المشاكل بدل الحلول وتأخذين بمسؤولية كل شيء...أريحي نفسكِ قليلاً! ; )

الأخ الكريم بو فارس...مرورك مرحب به دائماً! :)
حياك الله

Reem AlHajri said...

لطيف هذا البوست ..
تخيلكت شكلي و أنا ياهل لابسه نفنوف و حافيه بحوش بيتنا كالعاده ، مع إخواني ، و متيمعين على نمله !
LOL so cute !

التشبيه الأول للحياة ذكرني بقصيدة لزهير بن أبي سلمى ..

قواج الله سيما ..
زمان عن هني والله :)

AM.SA.CHANNEL said...

نحن مهما كبرنا نبقى أطفالا في داخلنا، نريد أن نلهو و نلعب و نستكشف العالم..
و لكن لأن أحجامنا تغيرت فعلينا الإلتزام بسلوك الكبــار لا الصغار، و الفرق بيننا و بين الأطفال أنهم يتصرفون على طبيعتهم في اللعب في الكلام في الأكل في كل شي..

على عكسنا نحن الكبار ..لا نتصرف على طبيعتنا في كل شي كالأطفال ..

و عندما تعيشين الحياة على طبيعتك تكون أجمل من سلوك الكبار .. !! لأن الجوهر إنعكس للعالم ..

سلة ميوّة said...

في داخلي لايوجد اطفال...
بل

..


سنافر...


:)


أبحث معهم كل يوم عن قوس قزح...


لأتسلقه ...ثم أتزحلقه...



بوستك أثار السنافر في داخلي:)



فصرنا نغني..أو نسنفر..لايهم

كوني بحب:)

حبي:*

نبضُ الأدب said...

الطفولة !!ا

الأطفال .. !!ا

يااااه .. كم أحبهم =") !ا

ولازلت ـ متى ما أردت ـ ألعب وأستمتع كما يفعلون :") ا

ولكن .. ببعضٍ من ركادة الكبار
;p

شكرًا للجمال الذي كان هنا ^^

Arweena said...

جمييييل ؛



{ انه لمن المحتمل لصندوق كرتوني مهمل في المخزن أن يكون مركبة فضائية مزودة بأحدث التقنيات أو آلة زمن تأخذهم لأغرب أحلامهم أو مركز استخبارات سري يقومون به أعمالهم أو حتى غواصة تحت بحر من خيالهم }

ذكرتيني بـ أخويه الصغير =)

Butterfly said...

أؤمن بداخل كل إنسان طفل !! يغذيه بأحلامه وضحكاته والأشياء الجميلة من حوله

وَ لكن في أحيانا كثيرة الواقع يجبرنا على إبادة داخلية لـ ذواتنا :(

ليسّ هناك شيء يشابه ذاك الشعور عندما نبدأ تجاهل أنفسنا من الداخل و الانغلاق إلى الواقع

،،

تحيآتي لكِ

خاتون said...

أرفع قبعتي إن جاز التعبير لمثل هذه الكتابة الروحية
لطالما كانوا الأطفال قدوة للكبار في افهامهم لنا بأن السعادة تنبع من الداخل
و إن للأطفال حكمة في الحياة أكثر ممن تقدم بهم العمر فهم يرون الأشياء بحقيقتها لا تغريهم فكرة الموضة أو ما يحبه الآخرون لا يكترثون سوى برأيهم بالأمور ،يخرجون بعقولهم عن كل ما هو معقول فتجاوزوا بذلك أصحاب العقول بفطنتهم و كلماتهم البريئة التي تصدم الكبار بحقيقتها

جميل جدا ما قرأت و منشط قوي للحياة
أتمنى أن تزيدي لنا من هذه الفيتامينات و سنستغني عن الكيميائية منها و نكتفي بمقالاتك
تقديري و احترامي لقلمك
^_^

Shaikha said...

You reminded me of ...
"وحدها عيون الأطفال ترى ما لا نرى ، وحدها صدور الأطفال تشعر بما لا نشعر ، عندما يلعبون أو يضحكون وكأن لحظاتهم أبدية ، لا يفكرون قط في اللحظة التالية "
وليد الرجيب *


I love this post!
=)

Anonymous said...

افتقد يوم ان كنت فيه طفله
لا هموم كل شىء يخرج ببراءه
والايام ورديه
وكان فى حضن بيسعنا
ولكن ايام ذهب ولن تعود
تحياتى
تألقى دوما

AlMai Port l ميناء الميّ said...

يالجمال حياة الأطفال
البساطة والمتعة وفن الاستكشاف يكون في أكمل وجهه.