لقد أخطأنا حين قلنا أن المنطق أساس القرارات. فنحن نحكم بناءً على أحاسيسنا ومشاعرنا وهنا تنشأ المعركة بين إرادةٍ وصواب. بين خيرٍ ومصلحة. بين تجنب مشاكل ونصرة الحق. بين خسارة شخص أو كسب مال... فهذا هو المدخن، مستمر وهو واعٍ جدًا بأن ما في يده أداه انتحار لكنه يدخنها ويضحك لأنها تشبع رغبةً بداخله. ومن الأسهل حتمًا أن يتجه أحدنا، أيٌ منا نحو الحرام، نحو الخطأ وبإقتناعٍ منه ولكن بحجة الإضطرار.
لست مضطرًا. احسم قرارك. حدد موقفك. ولا تصالح مع دخان السجائر. طريق الصواب أشقى وليس كلٌ منا مستعدٌ له. الحلول الجاهزة أسهل. اتباع الشهوة أسهل الطرق المختصرة، توفر لك وتضيعك في آن.
وليس حقدًا مني ولا كراهية. إني أقف بصف السلام ولهذا أردد: لا تصالح! لأننا متى ما تصالحنا مع هذه الأفكار فنحن نعترف بها، نضع لها مقامًا ونشجع ممارستها. والذكريات الجميلة تذبل أمام السرقات، والأكاذيب وغيرهم من الخيانات. وبالمناسبة، فإن الخيانة لا تقتصر على جسد فهي تبدأ داخلك بنيّة وتنتهي بداخلك أيضًا بشعور مختلط بين نشوةٍ وخيبة وأشياء لا أود إختبارها. الأمر بتجاوز رغبتي بالمسامحة. ثمة طريقين للتغيير إما أن تنصلح الأمور وإما أن نتغير لنتقبلها. وعالمنا هذا قد وصل حده، فما عاد يقبل بشاعةٍ أكثر ولا سخرية ولا الصمت العاجز. لذا، فلا تصالح مع السرقة مهما كان السارق.
لا تصالح مع الخيانة. الخيانة ليست أمرًا عارضًا، ليست حادث سيارة؛ تكون تعبر الشارع فتصطدم بك من حيث لا تدري. بل هي حدث أساسي لا يحدث صدفة وأنت عن هذا تدري.
لا تصالح مع ألوان الكذب فما بني على باطل هو أيضًا باطل.
لا تصالح مع من يصافحك بيد ويطعنك بيدٍ أخرى. فليعلم أن لكلٍ نفسٍ ما كسبت وعليها ما اكتسبت.
لا تصالح مع الغش حتى وإن كان جوابًا في إختبار مادةٍ سهلة، المبادئ لا تجزأ.
لا تصالح مع الأقنعة مهما بدى القناع جميلًا.
لا تصالح مع المعصية. فالذنب ذنب والذنب يجذب الآخر.
لا تصالح مع الظلم وللمظلوم دعوةٍ تفتح لها أبواب السماء.
لا تصالح
لا تصالح
لا تصالح...