2009-10-06

أثناء متابعتي لمقابلة تلفزيونية مع أحد أشهر مصممين الأزياء العرب, جذب إنتباهي عندما تكلم عن نفسه فقال أنه كان قد ترك المجال الذي كان يدرس فيه و توجه إلى التصميم. و الذي قد يبدو تصرفاً في قمة الطيش و السذاجة; أن يتخلى عن مستقبل باهر و يتوجه إلى مصير مجهول قد ينفيه بين البشر, و كيف كان ذلك ليس مجرد صدمة لكنه خيبه عظيمة لوالديه أيضاً. فعلاً الأهالي لا يتمنون لأبنائهم إلا الأفضل. أكان فذلك في دراسة التجارة, الطب أو غيره. المهم هو أن يكون لهم الصيت القوي و الشهرة التي تجعلهم فخورين دائماً بأنفسهم. إنها حتماً خيبة حين تسأل أحد أبنائك عن رغباته و حلمه بوظيفة المستقبل فتجد أنه يريد أن يصبح طباخ! أو ميكانيكي!!!! يبدولي أن الوظيفة تصنع للشخص منصب اجتماعي يفرض أسلوب تعامل مميز بين العامة بل باتت تصنعة هو و ليس هو من يصنعها. في الحقيقة بمثل هذا الوقت من الزمن لا تهم انجازات الشخص أو مهاراته بقدر ما يهم الناس معرفة مدخولاته الشهرية و مسماه الوظيفي.
إن بامكان ذلك الطباخ " و الذي قد يستهان به كثيراً" تحقيق الكثير مما لا يمكنك أنت تحقيقة مع العلم بأنه بقليل من الذكاء يستطيع أن يكسب أموالاً طائلة تضاعف مدخول الشخص العادي لو نظرنا إلى الجانب المادي.
لنقف لحظة الآن و تصنع مقارنة بسيطة, لنرى حولنا, البيوت و المجمعات و المباني ما كانت لتوجد لولا تعب المهندسين الذين عملوا جاهدين عليها, لذا فنحن لا يمكن أن نستغني عن الهندسة. و لكن أيضاً لا يمكن أن نستغني عن عامل البناء الذي قد يبدو " غير مثقف" و دون المستوى. و باعتبار أننا نعيش في حلقة, لا يمكننا المواصلة بفقدان جزء منها و كلنا مكمل للآخر فأن لكل شخص منا دوره.
إن بامكان الشخص أن يكون بطلاً مميزاً أينما كان, و أياً كان مجاله و أن يحقق المال و السعادة مادام يعمل بتفانِ و حب شديد.

No comments: