2009-11-08

Book Review رسائل الخوف

رسائل الخوف الجزء الثاني هو كتاب للمهندس عبدالوهاب السيد المتكون في 208 صفحات من الحجم المتوسط. و هو عبارة عن قصتين مختلفتين, تبدأ القصة الأولى بمقدمة طويلة جداً يرويها صاحب القصة بنفسة فيذكر أنه كأي رجل متزوج لابد و أن تكون بينه و بين زوجته بعض الشجارات العادية التي صارت تتزايد مع مرور الأيام مما أدى إلى تفجير طاقة مفاجئة في عقل زوجته لم تكن تعلم بوجودها, و هي القدرة على تحريك الأشياء عن بعد "Psychokinesis".
حيث ظهرت هذه القدرة في البداية في تحريك شمّاعة الثياب على شكل امرأة في الظلام مما أفزعهم جداً, ثم في اليوم الآخر كان التلفاز يعمل من تلقاء نفسه, و حتى الطاولة تحركت لتسقط على الخادمة...-يا الله ما الذي يجعل تلك الأحداث مألوفة جداً؟ أذلك لأني كنتُ آتي بأكثر منها في طفولتي بتأثير الخيال؟ كما كنت أتخيل أشياء تقف خلف النافذة تنتظر أن أنظر لها ليحدث شيء ما...الآن لا أستبعد أن أقرأ هذه الحالة قريباً على أنها حدث ميتافيزيقي يستحق المشاركة و المعرفة!!!- عموماً...يقرر الزوجان السفر للبحرين عن طريق البر, علّهم ينسون ما مروا به, لتنقلب السيارة و تحترق. فيدخل الزوج بغيبوبة ليصحى على خبر نجاة زوجته بحروق من الدرجة الثالثة, و هي في حالة ميئوس منها. هل ذكرت أنه حزن عليها لكنه بنفس الوقت فرح لتحرره منها و من المشاكل أيضاً؟ إلا أنها و حتى و هي بالمستشفى كانت تحاول الانتقام منه و قتله بااستعانة بقدرتها على تحريك الأشياء. لأنه و باعترافٍ منه هو من أشعل النار في السيارة بعد انقلابها و لم يتوقع لزوجته أن تنجو! لذا يقرر الزوج قتلها مرة أخرى و ينجح لكنه شوهد أثناء ارتكابه جريمته البشعة فأحيل للمحكمة و من ثم للطب النفسي لقصته لغير معقولة.
لقد أكلت كثيراً من التفاصيل طبعاً و التي قد تكون مشوقه لكني إلى الآن لا أجد سبباً منطقياً على وجود 112 صفحة لقصة تتلخص أحداثها الرئيسية في صفحتين فقط!
القصة الثانية هي نوعاً ما غريبة و تشد القارئ إليها من حيث الأسلوب أو الطرح. لن أكتب عن أحداثها حتى لا أحرقها عليكم. إلا أني لابد و أن أشير إلى بعض النقاط التي لم أجد لها تفسير بعد...
كيف لـ خالد " و هو بطل القصة " أن يثق بفتاه و بالركوب معها بعد التعرف عليها بأسبوعٍ واحد و ليس ذلك فقط بل و أن يأخذ منها الكأس ليشرب دون أن يشك بأي شيء رغم مروره بتجارب سابقة مشابهة جداً؟! ألا يتعلم ذلك الأحمق أبداً؟
ثم بعد اختطافه لما وضع مع شواهد القبور في غرفة مظلمة؟ أنا أفهم أنهم أرادوا أن يبعدوه عنهم قليلاً ليناقشوا وجوده, لكن ما الحكمة في وضعة في تلك الغرفة بالذات؟ أليس لديهم غرف أخرى في البيت أو أياً ما كان يسمى ذلك المكان الذي يعيشون فيه؟
شيء آخر, مادام هؤلاء الأشخاص منومين مغناطيسياً لما هم مدفونين؟ أليس دفنهم و انقطاع النفس عنهم سبب كافي لموتهم؟
كما أن فقراء الهند " و لا أدري لمَ خص فقراء الهند بالذات" هم فعلاً قادرين على اخفاض المعدل الحيوي لأجسامهم كدقات القلب التي قد تصل إلى 3 دقات في الدقيقة و ذلك بفضل اليوغا و الأنشطة الروحانية الأخرى التي يمارسونها. أما بالنسبة لما هو مكتوب على أساس أنه حقيقة فيما يتعلق بامكانية دفن الشخص و هو حي لمدة يوم كامل فذلك إما استخفاف بعقل القارئ أو استخفاف بعقل القارئ!
بالنهاية أعترف باعجابي بأسلوب الكاتب و بتعبيره عن مكنوناته بربط قصصه بحياتنا اليومية.
أتمنى له التوفيق و لكل متابعيه قراءة ممتعة
: )

4 comments:

Anonymous said...

يالله عاد انا ما ارضى على كاتبي المفضل عبدالوهاب السيد ، التلخيص اللي قلتيه ممكن نقوله عن اي فيلم ، اي فيلم في العالم ممكن نلخص أحداثه بصفحتين فيعني مو شي غريب انتي قلتيه ، ثانيا القصة الثانية مافيها استخفاف لا لو تقرأين شوية راح تعرفين ان فغلا فقراء الهند تحديدا يسوون هالشي وهي من اسرارهم اللي ما يكشفون عنها وبعدين خالد وثق في البنت لانها بنت عادية تعرف عليها ما توقع انها بتكون امتداد لقصصه ، يعني البنت ظلت اسبوع تتكلم معاه بالتلفون ، انتي لو تتعرفين على واحد وتكلمينه اسبوع ماكنتي راح تثقين بعلبة من ستار بكس مثلا يقدمها لج ؟؟

Seema* said...

الموضوع ليس استخفاف بمجهود الكاتب أبداً,أبداً!
لكن أنا كـ قارئة و متابعة أيضاً لاصدارات الكاتب عبدالوهاب السيد منذ عدةِ سنين, يحق لي أن أقول رأيي, خصوصاً لأني كنتُ معلقة آمال كبيرة فيه.

أعتدت على أن أجد ما هو أكثر افادة و اثارة التي لم يكن لها نفس الحضور في كتابه هذا. و حسب تصريح الكاتب نفسه أثناء مقابلة تلفزيونية على قناة الوطن ذكر أن القراء صاروا يطلبون منه إصدارات أكثر مما جعله " بتفسيري الشخصي" يفكر في توزيع الأفكار على أكثر من إصدار بدل من جمعها معاً كما كان في السابق مما أدى إلى ضعف المادة قليلاً.
-و هذا حسب رأيي الشخصي أيضاً و الذي قد يحتمل أن يكون خاطئاً.-

أما بالنسبة لدقات قلوب الهنود أظن أنه بامكانك أنت أيضاً بعد الممارسة أن تحقق نفس النتائج بغض النظر عن مستواك المادي أو المنطقة الإقليمية التي تعيش فيها. ثم أن بطل القصة " خالد " كما ذكرت قد تعرض لمواقف مشابهة و كما يقول المثل:
"اللي تعضه حيّه يخاف منها!"
لم أجد أن الكاتب وفق في دخوله للقصة بهذه الطريقة.

شكراً لتعليقكم و مروركم الكريم
: )

Anonymous said...

مشكورة حبيبتي بس أنا ما اشوف توزيع مجهود ابدا لأن كل قصصه فيها افكار جديدة ، وماعنده قصص تكررت افكارها وبخصوص ثقته في البنت فلاتنسين ان هو ذكر بنفسه رد على النقطة هذي ان في كل مغامرة يظن انها الأخيرة وان حياته راح تكون طبيعية بعدها

Seema* said...

نظرة شاملة لعلم ما وراء الطبيعة ثم تفصيل قليل عن أحد فروعه أو معالمه و بعد ذلك يسهل على عقل القارئ العادي الربط و الإستنتاج.

صحيح, لكن من باب المنطق يفترض أن يكون حذر أكثر. خصوصاً باعتبار الشخص الجبان "وسواسي" أكثر من غيره.
أتفاجئ أنه بعد كل الأحداث المروعة التي حدثت له, لم تظهر عليه أي آثار لمرض نفسي...فعلاً غريب!