2010-08-15

بحر بنيدر


على غفلة ودون أن استعداد جاء أبله منيرة خبر إختيارها لساعة الاحتياط بسبب غياب زميلتها. فكانت كأن تلقت صدمة قوية لم تستطع استيعابها, إنها تفضل أن تعمل طوال اليوم بل لأسبوعٍ كاملًا على أن تحضر ساعة مع هؤلاء الطالبات المشاغبات. خصوصًا بعد تجربتها الأولى معهن والتي انتهت بأن جن جنونها وفرت من الفصل وهي تصرخ "مو طبيعيــن..مو من صجهم..لأ..لأ لأ"! والحقيقة تقال فإنهن كن قد انفقن جميعًا لتحقيق مرادهن بل إنهن في تلك المرة قد تراهنّ على قدرتهن التي ستغيّب وعي المعلمة أو أنها تفّر كغيرها ممن سبقنها. على أي حال, فلا مجال للتراجع, ولا خيار لأبله منيرة إلا أن تلاقي قدرها. لكنها هذه المرة حذرة أكثر, كما قد قررت أن تتبع سياسة جديدة غير الصراخ والغضب الذي عوّدت عليه طالباتها وما عاد ينفع. دخلت على صف الشغب وهو صعب لصعوبة التعامل مع طالباته وهن في بداية مراهقتهن وكل واحدة تحاول أن تثبت شخصيتها بالعناد, وكسر القوانين, وصنع الفوضى, والهزل. صرخت فيهن لتأخذ كل طالبة كرسيها حتى يقضين وقتهن في الهواء الطلق بوسط الساحة وقد أعجب الأمر كثيرٌ منهن "والله طلعت مو هينة أبله منيرة". وبعد أن تجمعن, رمت حجرًا ثقيلًا على الأرض لتجذب انتباههن ويسكتن لتتحدث

"بنات, أنا عندي موضوع بأستشيركم فيه..ومابي أحد يدري! المدرسة مسويه رحلة بنهاية الأسبوع الياي وطالبين مني أختار الصف..وبإعتبار ان كلكم خمه ومحد فيكم يستاهل.. وانتوا معاي الحين قلت ماكو غيركم.. على شرط تتأدبون..شرايكم؟"

جاءت ردود الأفعال مختلفة وفوق الوصف. بين المفاجأة, والسعادة, وعدم التصديق, والإمتنان, وغيره.. لكنها جميلة وإيجابية بشكلٍ عام. لتكمل أبله منيره حديثها

"بصراحة للحين ما حددت وين بنروح, بس أنا بخاطري أروح بنيدر وآخذكم معاي..نأجر شاليه يومين تالي نرجع الديرة"

لتقاطعها إحدى الطالبات بإنفعال: "لا لا تكفين خنروح الخيران!"

"ويه شياب لياب..شنو الخيران؟ ماي بنيدر أحلى وأصفى. شنو ما تبون تسبحون هناك؟ على الطاري, سمعوني زين..مابي لبس كسيف انتوا بذمتي إللي بتيي تلبس لبس طويل ومستر وإلا والله أردها!"

وصرن يتغامزن, الطالبات بين التأييد والمعارضة على أقوال أبله منيرة..صرن يتشاورن بطرق إقناع أهاليهن, وعن إختيار المبلغ المناسب لتكاليف الرحلة وتقسيمه بين الطالبات. فتتطوع مجموعة بشراء المواد الغذائية وأخرى تتكفل بأشياءٍ أخرى إلى أن رن جرس الإنصراف ورحن جميعًا إلى بيوتهن وبذلك إنتهت القصة!

ألا تستحق أبله منيرة تحية لفطنتها؟ إنها تقول من قصتها أنه مهما صعب تعاملنا مع الناس فهم بالنهاية بشر. يمكننا كسبهم وتطويعهم. كما هنالك حتمًا طريقة وربما أكثر ممكن أن ندخل بها إليهم بأمان وأن نحقق بذلك تواصل سليم معهم
*بنيدر والخيران مناطق في الكويت

18 comments:

BookMark said...

صح
المهم أن نعرف المدخل الذي نستطيع الولوج عبره وكسبهم

:)

سلة ميوّة said...

سيما

حبيبتي...
ابلة منيرة يبيلها تصفيق وتصفيرة إعجاب:) ( على نظام الخمه على قولتها هيهيهيهيه ضحكتني الكلمة :) )

فعلا..بالنهاية كلنا بشر..وكلنا لنا نقاط ضعف..وثغرات دخول..
على طاري البشر ذكرتيني من سنتين لما كنت في قسم الأطفال قبل لا الله يهديني للجراحه:)
كان في ولد مشاغب يبجي ويصرخ ويكسر كل شي حولينه
لدرجة ان رئيس القسم بكبره مايقدر عليه واتيله البجوة من انقرب يم غرفتهم الخاصة...عادي يتل شوارب الدكتور ويرفسة ويتفل على الوايت كوت..يعني بلاوي المهم
يت إختج بالله وقالت اهيا القوية الي تفهم بالبشر
قلت لازم اكلمه..اهوا عمره 4 سنين


وعلى طريقة سوبر ناناي..بسوي (

eye
contact (
وتالي اقوله الي لازم اعلمه اوفهمه اياه

وحياتج رحت له ومسكته من ذراعه ونزلت لي مستوى ويهه
قتله عموور انته بطل

وتوني ماكملت جملتي...والا يلتني بذاك الراشدي...الي خلاني ارد لي وره عاد انا تنرفزت وطالعت امه قتلها ماتربون عيالكم وعصبت هيهيهي صار يبيلي انا سوبر ناناي
المهم...
قرقت وايد ادري..

مساج الله بالخير والكرامة:**
وعلى الهامش:
اممم
* بنيدر والخيران مناطق للمصايف وبيوت الشواطيء البحرية في الكويت

;*

هاهاهي مادري ليش تذكرت حديث آذار وكلمتي ..ابحث في قوقل

أحبج:**

أكرم هندوانة said...

السلام عليكم
أختي الفاضلة سيما

عندك حق نحن بشر ومن يبحث ويفكر لا يعدم الوسيلة والطريقة للتواصل مع الأخرين

وفكرة الموضوع رائعة وتعامل الأبلة منيرة كان حكيماً لكن ماذا بعد؟!! أكيد نحتاج إلى التفكير والحكمة

تقبلي مروري

aL-NooR . said...

يا حلو بيندر و الخيران
يا حلوووووووو الرحلات
و يا حلو ابلة منيرة
تصدقين حتى انا صادفتني ابلة منيرة
و لليحين مأثرة فيني
يا حلوههم

في ابلات تفتخرين
انج صرتي طالبة من طالباتهم


***********************

Al Pacino said...

عجبني الموضوع وايد ..

فعلًا أبلة منيره تستحق أكبر تحيّتها .. تعاملها جدًا جميل مع الطالبات .. استعملت نفس النهج إلي استعمله أحيانًا مع الطلبه الشياطين .. أكلمهم بإسلوب إن إنتوا ربعي ولكن بنفس الوقت في حد ما يقدرون يتجاوزونه ..

بس صج صج ضحكتني يو قالت بإعتبار كلكم خمّة و محّد فيكم يستاهل لوووووووووووول والله كل دقيقه أقراها و أموت ضحك ..

شكرًا على هذا الموضوع الجميل يا إخت Seema

تقبّلي ودي و تقديري و أشد إحترامي لك

دمتي لي بألف خير

خاتون said...

السلام عليكم
شوفي مدام أنها أبلة منيرة فتستاهل كل الحترام و التقدير فديت أبلة منيرة أنا
و فعلا ذكية بس اتمنى مدام وعدتهم توفي بوعدها و إلا تنكتب عليها جذبه
و عسى الله يوفقها جانها صجية و إذا مو صجية عسى الله يوفق مثيلاتها من المعلمات وإن شاء الله اصير خوش أبلة مثلها و أحسن*_^

Hadeel said...

حلوة الفكرة
شغلت البنات وخلتهم يفكرون وقدرت تحكمهم
بس .. لو انا بالصف .. ما كنت راح أصدق .. بنيدر مرة وحده:)

ساره النومس said...

تدرين ان اول مدرسة بحياتي حبيتها اسمها ابلة منيرة وكانت مثلج

اخ وديهم بحر عمان يازيييينه زينااااه يهبل يخبل على قولة الاماراتيين

Tazmania said...

اتفق مع الاخوان والاخوات انه الفكره وايد حلوه وطريقة تعاملها مشالله وايد حلوه ياريت كان عندنا اساتذه جذي :)

Anonymous said...

يآ حلوهآ تبآرك الله عرفتلهم
بس البنات معقولة صدقوآ ؟
هذي رحلة مستحيلة ;)
يآ ليت كل الأبلآت جذي ...


مشكوووره عالبوست

Anonymous said...

يآ حلوهآ تبآرك الله عرفتلهم
بس البنات معقولة صدقوآ ؟
هذي رحلة مستحيلة ;)
يآ ليت كل الأبلآت جذي ...


مشكوووره عالبوست

اقصوصه said...

رمضان كريم

AMJ said...

ماشاء الله عليها صج عرفت لهم بس اللي استغربتا ان شلون صدقوها او يمكن تصير ما ادري اشلون نظام المدارس حاليا
كل انسان له مدخل ندخله منه لكن الفطين هو اللي يعرف
مدخل الشخص اللي جدامه

تسلم ايدك على البوست الحمد لله وصلت الرساله

AM.SA.CHANNEL said...

مادري ليش ذكرتني هالقصة بمسلسل أميمة ..

فكرتها حلوة لكن مشكلة البنات لو تقووليلهم لا إطلعون هذا السر برع الصف هههههه بينتشر في نفس اليوم و تخترب خطتها

فاطمــه said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماشالله يحلوها أبلة منيرة نحتاج منها
وايد اب هالزمن

=)

Gray said...

فطينه هالابله :P
يعني انتي كنتي طالبه عندها؟

الغاردينيا said...

ذكرتني بمسرحية العيال كبرت ههههههه
صدقت أبله منيره ^_^
تحية عطره

Fatimah said...

مرحبًا عزيزتي ~

أبله منيرة تحكي عن مجموعة أبلات يعانون من إفراط المراهقات في هالزمن , ومثل ماذكرتي لنا في القصة ان الصراخ ووجع الراس بمناقرتهم مامنها فايدة والأحسن أن كل مدرسة في مثل هالوضع تعطي نفسها ريلاكس قوي وتعرف مين بتتعامل معاه وتحاول تتعامل معاهم وكأن أعمارهم كبيرة أو بالأصح كنها أختهم ,


عنجد لو عندنا أبلااات مثل أبلة منيرة كان حنا بخير : ) , موقصور في الأبلات لكن زمنّا تغير ...


عزيزتي جدًا راقت لي تدوينتك