2012-06-14

قليل من الإنسانية

يكرر:
"إي بيا.. خيرنا لغيرنا"
"يبنون لهم مستشفيات ومستشفياتنا محتاجة ترميم.. وين أروح أنا وعيالي؟"
كان ودي أن أصرخ: جهنم الحمرا زين؟ لكنني سكت على خيبتي فيه. ألا يخجل هؤلاء من طلباتهم اللامتناهية؟ ألا يملأ عيونهم شيء؟ يريدون العالم كله بين أيديهم ولا يريدون أن يتحملون شيءً من ثقله! الجزء المضحك من الموضوع والساخر منه أنه يقول بقلبٍ قاسٍ, بل أزعم أنه يتكلم دون قلب: "ما أنسى وقفتهم ضدنا بالغزو.. جزا رب العالمين.. يستاهلون. الله ما يطق بعصا!"
أنا مصدومة!

هل من العدل أن يعاقب شعبٌ بأكمله لأن منهم من يستحق العقاب؟ ثم إن الحكومات لا تمثل الشعب بالضرورة. وإذا كان منهم من وقف ضدنا, فله موقفه وجزاءه. كفانا بالله حسيبًا ونصيرًا. ولا ننسى أن مر على الغزو العراقي على الكويت أكثر من عشرين سنة أي أن جيلًا كاملًا قد خرج. ومن الضعف أن نعاقب الصغير لأننا لم نستطع على الذي أكبر منه. نحن نقيس الأمور بمسطرة مكسورة ثم نشتكي عدم الدقّة وفساد النتائج!

في السنوات السابقة كنت أطمح إلى تغيير العالم. لكنني لا أستطيع. لأن كل ما نحققه ونؤمن فيه أصله في ذواتنا. فلا وقت يكفيني ولا جهد يسعفني. وأنا على الرغم من قول الصديقات "عن عشر رجال" فلذلك لا يكفي أيضًا. "كل شيء" مصطلح كبير وضائع كما إنه ليس مطلوبٌ مني. ومهما عرضت على عقلك, وعلى سمعك, وبصرك فكرةً فلن تتقبلها إلا إذا رغبت فيها. لذا فأنا لم أعتدل عن ذاك الطموح لكنني قمت عليه ببعض التعديلات. فأنا لن أغيّرك دون إذنك, إنني أساعدك فقط. تقول الحكمة: "صمت الأخيار أسوأ من ظلم الأشرار." وأنا لا أريد القضاء على الشر كله فلله حكمته في الإعتدال. إذ لولا الأضداد, ما أدركنا المعاني. لا حكم مني على أحد, ولا لأحدٍ حكمًا عليّ. لذا فأنا أكتب, وأتكلم, وأحلم.. وأفعل المستطاع كي لا يضيع الحق ولا تموت الحقيقة.

حين يقتّل طفلٌ من غير ذنبٍ في سوريا, فلسطين, أو حتى أفغانستان.. فليست أمه وحدها تتعذب وإنما الإنسانية بأكملها. الإنسانية التي في ظل التكنولوجيا والتطوّر باتت تفقد ملامحها. الإنسانية صفة مشتقة من الإنسان لكن بعض الناس ما عادوا يتسمون بها. أن يكون الشخص إنسانًا فذلك يعني أن يفكّر, يتعقّل, يحّس.. لا فقط أن يأكل, يشرب وينام.
فهل لديك قليل من الإنسانية؟

اللهم أغث أهل سوريا واكشف عنهم الكرب وعجّل بفرجهم وألّف بين قلوبهم ووحد كلمتهم على الحق وارحم مواتنا وموتى المسلمين يارب العالمين

: )

7 comments:

Al Pacino said...

اللهم آمين ..

موضوع رائع .. جميل ..

هذا هو الكلام السليم ..

اقسم بالله العظيم انّي لم انم في يوم من الأيام عندما شاهدت بعض المناظر في سوريا وما يحدث فيها ..

و اقسم بالله العظيم انّي لم انم في يوم من الأيام عندما شاهدت ما يحدث في البحرين ..

اعلم ما تعنينه يا اسماء ..

هنالك الكثير من العنصرية .. و انا لست منها .. فهنا انسان و هنا انسان ..

ارواح تموت من غير ذنب ..

ولكن للأسف هنالك اناس يدّعون لسوريا "عناد على البحرين" والعكس كذلك ..

ارجوكم ابتعدوا عن العنصرية و اتّجهوا الى الإنسانية ..

فإنّها تموت

شكرًا لك عزيزتي

خولة said...

سيما ..
كان لي نصك : هذا الصباح و شُكراً لأنك سيما و لأن هذا النص خلق له مكاناً في نصي القادم و جعله يكتبُ نفسه .. :)

7osen said...

هذا موضوع مؤلم وشائك

أنا برأي إن الإنسان ينقسمين إلى صنفين .. صنف إنساني وصنف وحشي وعلشان جذي تصير كل هذي المجازر و القتل والدم

والمشكلة كل المشكلة لما تكون انت من الصنف الإنساني .. لأنك راح تتألم فقط

Unknown said...

اللهم آمين

"يبنون لهم مستشفيات ومستشفياتنا محتاجة ترميم"
ما سأل نفسه ليش هم بالآلاف اللي نعطيهم يقدرون يبنون مستشفياتهم واحنا بالمليارات ما نقدر. لأن عندهم من يعمل واحنا عندنا من يتكلم
عندنا الاموال ولكن من يعمل
ذكرتيني بإدارة من إدارات الوزارة فيها ما يقارب الخمس موظفين ولكن رسميا مسجل فيها ما يقارب أربعمائة موظف
هذي ادارة واحدة من العديد من الادارات اللي بنفس هالطريقة
لو نجيب هالوظفين ونعطي كل واحد فيهم طابوقة ويحطونها فوق بعض يمكن يسوون دور كامل لمستشفى أو مدرسة



صحيح انه ضعف عندنا الانتماء العربي من الغزو لما صار ضدنا "بعض" من كنا نأويه بأرضنا ولكن إنسانيتنا هي اللي تخلينا نوقف مع المظلومين
هناك من توقف به الزمن عند ايام الغزو ولازال ينادي بالحقد
وللاسف صار في انتقائية بالانسانية
صار هناك شي اسمه العنصرية في الانسانية
يعني انسانيتك ما تشتغل الا اذا كان المظلوم من طائفتك او دينك او فصيلتك
غيره يستاهل الموت والزوال

شوية إنسانية يا بشر

Reem AlHajri said...

الله تعالى قال :لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ

ومحمد صلى الله عليه وسلم أتى برسالته، وهو الرسول الأعظم .. وبقي على هذه الأرض أناس لا تعقل وتعيش في ظلماتها.

لذلك كما قلتِ، هذه حكمة الله .. و"الكل شيء" كبير ولا يسعنا تغيره بأكلمه .. مهما كنا واضحين، لأن هناك قلوبًا وعقولاً صماء.

وأخاف يومًا يقول فيه الناس عنا : "يستاهلون" .. عدد ما غرتنا هذه الدنيا وأخذتنا العزة بأنفسنا

اللهم إنصر المظلومين في كل مكان وكن لهم عونًا ..

may said...

صباح الورد وكل الود
جميل هذا الصباح الذي ابتدأ مع مدونتك

المشعل said...

من ذاق مرارة الغدر والخيانة لن ينسى طعمها ابداً

فاليعفوا الله عنهم انما نحن لسنا ملزمين بمن جرعنا من كأس السم

المؤمن ياعزيزتي لا يلدغ من نفس الجحر مرتين