2012-07-02

مجموعة أسماء


للملائكة صفاتهم الحسنة التي يتمناها الجميع ولا يحققها أحد. إنني أخفق في أن أكون ملاكًا, لأنهم على الرغم من نورهم الأخاذ, وجمالهم, وسعادتهم يطيعون ويفعلون ما يؤمرون دون تفكيرٍ أو تعقّل. مشيئة الملائكة ليست بأيديهم لكن اختيار الإنسان عنده. لذلك فإرادة الإنسان أكبر من إرادة الملائكة. ومن هنا يمكن للإنسان أن يكون أخيّر من الملائكة.

نعم نخطئ لكننا لسنا من الشيطان. لنا عاداتنا السيئة التي نحاول أن نغالبها وقد نفشل في كثيرٍ من الأحيان فنزاحمها بزيادة أعمالنا الخيّرة لنوازن بحياتنا. وبرغم الفشل علينا أن لا نيأس من أنفسنا فالمثالية أو الملائكية لا يجب أن تكون مبتغانا لأننا لن نكون يومًا غير إنسان. أما ذاك الصراع بين الفرد ونفسه, فمنه انطلاقة الإنسان باستدراك الحياة;  بالخوض بتناقضاتها الكثيرة.

في سورةٍ من القرآن آية عجيبة "وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ" كلما أبصرت نفسي زاد إعجابي برب هذا الكون.

يصنفنا علماء النفس وغيرهم إلى مسمياتٍ كثيرة: إنسان سمعي, بصري, حسي, إيجابي, سلبي, قيادي, تابع.. وغيرهم الكثير. فأين نحن من هذا؟

أعرف أنه لا يمكننا قراءة المستقبل ولا قراءة الحاضر جيدًا دون المرور بالماضي, لأن الماضي هو الأصل الذي تكوّنت منه الأشياء فتطوّرت لتؤول إلى ما هي عليه الآن. لكل شيءٍ مرجعية. ولا توجد أفكار تنبت من الفراغ, في الواقع لا شيء يخرج من الفراغ حتى الوهم! كل ما في أيدينا, وأكثر ما عندنا تعقيدًا أو أشدّه بساطةً كان نتوءً صغيرًا يعيش برأس أحدهم قبل أن يخرج لنا على شكل جهاز أو لوحة أو قصيدة. وأقول: الماضي هو القاعدة التي تبنى عليها خبراتنا. فمهما كانت القاعدة قاسية وصلبة يجب أن لا نردمها, ولا نخجل منها فهي التي حملتنا لنصعد فوقها ونرتفع عنها.

أما أنا.. فمن الماضي ما كنته, ومن الحاضر ما أكونه, ومن المستقبل ما سوف أكون. مرةٌ أخرى: "من أنا؟" أنا اسمٌ عاش ليصير أسماء. كل ما فينا يشي بشيءٍ عنا فلا تستهن بأسمائي.

الاسم بابٌ من السمّو والعلّو لأننا حين نميّز شيءً\شخصًا نعطيه اسمًا\لقبًا يدل على معنى. فبالسجن مثلًا لا توجد أسماء بل أرقام لأن أحدًا لا يهتم بهويّة السجين. إني بصريّة, قياديّة, إيجابيّة وقد أكون بلحظةٍ العكس دون أن أكون أحدًا آخر. حين أكون شبه مهوّسة بالـPost Modern  ومع ذلك أختار الـVintage  فذلك لا يعني جهلي بالتصميم, ولا تضارب بالأذواق, ولا انفصام بالشخصيّة وإنما لكل مزاج, لكل حالة, لكل لحظة تفضيلاتٍ مختلفة.

تكوين الإنسان كتكوين الفكرة, لا تتحقق من نفسها وإنما بمساعدة عوامل مختلفة. فالطبيعة بالنسبة لي هي أم الإلهام.. لو نبصر أوراق الشجر, مرور الريح, لون البحر, وأثر المطر..

لو أننا نظهر اهتمامًا أكبر لهؤلاء الذين مروا بحياتنا وغيّروا فيها ليكوّنون معنا تركيبتها..

أنا تكوينٌ خاص من مجموعة أسماء.. وأنت ولو لم يكن اسمك نفس اسمي فأنت أيضًا مجموعة أسماء.
: )

5 comments:

Al Pacino said...

طرح فلسفي اكثر من رائع ..

أثناء القراءة .. تذكرّت كلمة قالها لي والدي و اقنعني بها .. بأن لا يوجد هناك حاضر .. ان الحياة ماضي و مستقبل .. قلت له كيف ؟ فقال لي مجرّد انتهائي من كلمة "الآن" و بعد انتهاء حرف ال"ن" فأصبح كل ما قلته من الماضي .. إذًا متى تستطيع ان تدرك أن هناك حاضر ؟ لا تستطيع .. لذا لا اعتقد ان هناك حاضر في هذه الدنيا ..

دمتي

علي موسى said...

هل من الممكن وصف الحياة انه انها اللحظة التي يدركها الانسان ومن خلالها يشكل حاضره وبها ينطلق للمستقبل ليعش ذات اللحظة
؟الحياة كلها لحظة تختزل فيها الكثير من الاسماء والمفاهيم التي يمر بهاالانسان ليعيش لحظة وجوده..موفقين

Unknown said...

رغم كل ما حدث لي بالماضي من هوايل
الا اني ممتن جدا للماضي
ما ابي اقسي على الماضي... هناك لحظات جميلة
ولكن الهوايل اكثر وقعا
تترك فينا آثار نفسية وجسدية لا تنسى
تلك الاثار ممتن لها ايضا
لانها تذكرني بالماضي كلما نسيت وتماديت

أعتقد انه يجب ان يكون في الماضي لحظات صعبة
فقطعة الخزف الجميلة لم تصبح بهذا الشكل الا بعد توسيخ الأيادي

لا تشوفيني شسويت باللابتوب عشان اقرا الكلام اللي عاليد
:p

مبارك عليك الشهر

Ibrahim said...

كلام فلسفي أكثر من راائع اعاد لي التفكير بحالي, ومن اريد ان اكون في المستقبل. شكرا أسماء

Anonymous said...

فكرتينى بقصتى مع امن الدوله هههههه واصرارهم انى انتمى لفكر ضد مصالح من يدفع لهم ووفق مصالحهم الشخصيه والترقى على حساب اى انسان بتهديد بارهاب بقانون بمسميات تشكلت وفق؟ لا شىء سوى اغراض دنيويه وبعيده تماما البعد عن اى شىء ثابت يمكن ان يسير عليه عاقل ميزه الله بفكر
واذكر الاسماء والاماكن وما قيل وكل ما مضى؟لنتيجه وهى حفظ نظامهم القائم ؟الرافض لمن يحاول ان يحيا كيف يشاء رغم ان خالقنا عز وجل اورثنا الارض كيف نشاء ونفعل ما نشاء على الا نفسد فى الارض ونكون مسلمين مسالمين وصلاه وسلام على حبيب الله الانسان أبن أدم البار بأبويه وعلى وعليكى وعلى من ابتغى اصلاح اللهم امين وصلاه ونور وجمال وبركه وسلام على محمدوعلى آل محمد وعلى أتباع محمد اللهم امين(دينى الاسلام والحمد لله وكفى بالاسلام نعمه)=مقصدى =لا أهتم لمسميات اهتمامى لأدراك أى قيمه اضفتها لعقلى وكم حسنه فوزت بهابميزان حسناتى وكم سيئته اجتنبتها فى اليوم فقط ولا اهتم بماضى ولا أتى=الحياه حاضر فقط فلا يدرى احدنا متى يموت فاغتنم اللحظة الأن ان كنت من الاذكياء