2012-09-04

نغم

 
 
عشت في حياتي نغمًا..
 
لكنهم أرعبوني به.. قالوا "حرام".. قالوا بأنني سأذهب إلى الجحيم أو على أقل تقدير سأتعذّب وستسلّخ أذني قبل أن أدخل الجنة, ولو دخلت فلن تسمع أذني خيرًا لأنها عصت الله!
 
أعلنت المقاطعة فورًا مرغمة لا راغبة للأسف. ضميري يريدني أن ألتفت للصواب لكن ما أفعله لم يبدو منطقيًا ومع ذلك كنت اتبعه لأني كما كنت أعتقد "عاجزة" لأن أي محاولة تفكير هي بنظر كثير ممن تهمني نظراتهم ستكون تكفيرًا لي. وبسببه سيفتح بابًا يطردونني به من انتماءهم أيما كان لأنني بنظرهم لا ولن أستحقه. وقد خشيت الخروج عن نمطية التفكير لكن صراعًا داخلي حين بدأ -في نفسي بين ما أسمع وما أرى وما أفكر وما فكروا قبلي- لم يتوقف وعرفت أن نزعة الإنسان عن نفسه قد تشقه وتشقيه لكنها تصنعه. صنعت أفكاري سرًا علّي أصل إلى منطق. ما الأغاني؟ هي أحاسيس أطلقناها بلغة الكلام, والحرف ,والشعر, واللحن. هي في البداية تعبير. فإذا كانت الأغاني حرام فكذلك سيكون الشعر وبالتالي الحديث والكلام. سيكون أي تعبيرٍ عندنا حرام وهذا لا يستثني الفنون الأخرى كالرسم والتصوير وإلى آخر التعقيد. فهل يعقل أن يتنافى الإسلام مع حرية التعبير؟ هل يعقل لدين الحرية أني يمنعني من التعبير؟ هذا حديثٌ لا يدخل عقلي. قالوا لاحقًا أن لا بأس بالكلام, التحريم فقط على استخدام الآلات. والحقيقة أنه لا فرق. فليست الآلة هي الطرب إذ إن الآهات في وقتنا الحالي صارت موسيقا. ثم صارت الأغاني حرام والأناشيد حلال. وحسبما فسرت الموضوع قلت ربما لأن بعض الأغاني تافهة لكن بعض الأناشيد أتفه. أنا أقر عن قناعة أن الأغاني حرام في حالة أنها تلهي الإنسان عن دينه ودنياه وعمله وتخل من تفكيره وهذا التحريم لا يقتصر على الغناء وإنما على كل أمور الحياة شاملة. التحريم المطلق أعمى. وفي العموم إن اتفقنا واختلفنا فكلا الأمرين جيد مادمنا به مقتنعين. أنا لست مضطرة أن أعيش حياتك لترضى عني, من قال يهمني رضاك؟ الجنة ليست مقفولة ومفتاحها الوحيد بجيبك لكي تخيفني وتحكم علي. عش حياتك كيفما شئت. ودعني أعيش نغمًا في الحياة..  ♪
 
:)