يحدث لظرفٍ ما, أن تحاول إبتلاع موقفٍ كما حين ترى من يسئ أو يساء إليه وأنت مارٌ بالطريق فتواصل مرورك دون أن تتدخل. على الرغم من إنزعاجك, وقليل الغضب, فإنك تكبت وتقول أن أضعف الإيمان هو إنكار المعصية بالقلب فتنهاها بقلبك وتكف خيرك إن كان لك أن تقدمه, فتبطش أيادي الظلم وتستمر بالنهب والإبتزاز. وأنت تبتعد لطالما أنها لا تصلك ولكن حين يأتي دورك, تصيبك الندامة كما حال أي آدمي على هذا الكوكب. وتحاول مرةً أخرى التحلي بالصبر الجميل, لكن الكبت ليس تصبرًا جميلًا. لا تنخدع, فالسكوت ليس دائمًا من ذهب. تكلم, قل ما عندك, لا تخف, تكلم.. ضعفك ليس بالكلام أو السكوت, ضعفك باللاقرار. اختر طريقك, لا تنتظر ما يملى عليك. فكر بنفسك, جرب. لا تكن خيبةً أخرى كما الآخرين, تبحث سرًا عما قيل عنك وفيك, ولأنك أخذت الإشاعة بعدما دارت بأفواههم القذرة وبدل أن تتخلص منها أو تلصقها بشعورهم لتتشابك كما يستحقون, وضعتها بفمك لتعرف طعم الفضيحة المتداولة لتتصالح مع عالمٍ مختل عقليًا وأخلاقيًا ونفسيًا وإن كان يعني أن تخرج كلمة السوء القادمة من فمك.. وحدك تتحمل مسؤولية النتائج.
تذكر أن الغرفة التي جمعت أشتات العالم, مهما امتد إتساعها أمام النظر, تضيق بمن فيها حين يضيق النفس. والقلب الذي رحب بالجميع, ما عاد يتسع هذا الإزدحام. إنه إمتلاءٌ مخادع بمصالح مدروسة, وماركاتٍ تشترى, وموادٍ بلا قيمة. ورئتك التي لا تستطيع أن تتحرك, تحتاج بعض الفراغ. الفراغ الذي تحسه نقص, تريده لا سواه. والسحاب الذي أغلقت به فمك لتكف عن المشاكل, لم يكفها عنك.
الغصة التي تمت منذ دهرٍ طويلٍ في منتصف الحلق تعيق أي حركةٍ فلا تسمح لشيءٍ أن يمر ولا هي التي تمر. فنحاول دفعها بحبة تمرٍ, بكلمة, بأي شيء.. نحاول طولًا وعرضًا لكنها تبقى فينا عالقة ونحن نتأزم لخللٍ في أنفسنا لكنها حكمة من رب العالمين أن لا يمر كل ما حاولنا تمريره ومهما حاولنا تمريره لأنها لو عبرت/لو طافت ودخلت فينا لزادت أذيتها لنا. ولربما كانت لتسممنا أو لتقتلنا. لذا, فلحسن الحظ أننا نستفرغ ليخرج كل ما لم يطب لهذه النفس ودخل دون أن تكون له حاجةً أو محل. ليخرج كل شيءٍ على أصله, بأقصى بشاعته التي لا تهضم وحين يطالعك الناس وتحوطك نظراتهم بإشمئزاز, لا تخجل, يحق لك أن ترتاح.
:)
No comments:
Post a Comment