2015-02-01

اعط إحساسك حقه

نحن فطرنا على الإستجابة, وقد تستغرق تلك الإستجابة مدة أطوّل حين تكون على طبيعتها, دون تدخلاتٍ خارجية. بداخل  كلٍ منا جهازٍ مناعي, لكن حالما نخمد كل وجعِ بمسكن, فإن المناعة ستتراجع إذ ثمة ما يسبقها من حلولِ ومسكنات. حتى إذا احتجنا يومًا مناعتنا السليمة, وإحساسنا الحقيقي, لن نجده لأنها استغنت عن دورها الداخلي ليحل محلها المسكن. وكذلك هو الإحساس بالحزن أو الفشل أو ما يصنف حديثًا على أنه مشاعر سلبية نتيجة فراقٍ أو فراغ. لذلك يقحم الآخرون أسبابهم فيدعونك لإرتداء ابتسامة التماثيل الثابتة وتصديق أكذوبة التفكير الإيجابي فلا تفكر إلا بالأمور الطيبة والسعيدة ولا يراعون أنك بحاجة لتلك الوقفة, لذاك المرض, للحزن بين فنية وأخرى. بجانب أن هناك أفكار أخرى لك أن تجربها وهي لا تقل أهمية عن غيرها. فلا بأس إن جرح قلبك قليلًا بدافع الحب, أو إن ضعت وأنت تبحث عن طريقك في الحياة, أو أن تهاجم رغم نواياك الحسنة كلها. تذكر أن الحياة تجربة مستمرة.
 يؤسفني أن أقول لك يا صديقي, أن الحب لا يأتي وحيدًا. ولا يأتي خالصًا دون قيودٍ, مشاكلٍ أو آلام. وأنت, تتعامل مع الحب في أي علاقة كالمضادات الحيوية, تتعاطاها لتسكن الألم, ولتجعل طريق العلاج أسرع وأسهل. الذي يحدث هنا هو أن كلما دخل فايروس جديد إلى جسمك أو شخصٍ جديد في عالم علاقاتك, تهرع لأدويتك كي لا تشعر ولا تتألم ولا تخسر لكنك على خطأ. قد يجنبك التجاهل اللحظي بعض مواقف, ويوفر عليك مشقة إصلاح قلبٍ أو كبرياءٍ مكسور, لكن نظرتك محدودة وخطتك لن تنجح على المدى الطويل. لو أنك تنظر للصورة الكبيرة, ستعي الضرر الذي يخلفه الإهمال. سترى كيف تضعف طاقتك ويستحيل جسدك الذي عودته على الأدوية إلى فراغٍ مستمر الإتساع. ومع الأيام لن تتمكن من السيطرة عليه ولن تستغني عن مسكناتك. فارفق تُرفق.
عليك أن تعطي الإحساس حقه فقف بصف الحزن, اعلن حدادك, البس سوادك, اصرخ, ابكِ, وتمتع بمتناقضاتك الكثيرة ثم انطلق. لتكن لك التجربة كاملة بحلوها ومرها. وإذا استغرق الأمر طويلًا, فلماذا التعجل؟ لن تنال إلا ما كتب الله لك. 

2 comments:

نقل عفش said...

موضوع جيد أعجبنى شكرا لكى على هذا الطرح الجيد

سامي جادالله | مصمم مواقع انترنت وتطبيقات الجوال said...

أشكرك على هذا الطرح المميز..بالتوفيق ان شاء الله