2010-03-21

صرنا لأمهاتنا أصحاب


بعالمِ الأطفال تكون للجميع صفاتٌ خاصة ومميزة تجعلهم ينظرون للعالمِ بعينِ الدهشةِ والجمال فيصير بذلك كل شيءٍ عجيب وممتع. الفضول هو غريزة فطرية تلازم الشخص منذ ولادتة فتدفعه للسؤال الدائم بغية العلم والتعرف على مكونات عالمنا الواسع. وعادةً ما تبدأ هذه الرغبة بالمعرفة بالخفوت شيئاً فشيء حتى تتلاشى مع نهاية الطفولة ظناً منا أننا صرنا نعرف كل شيء وأن السؤال لم يعد وسيلتنا للمعرفة لننتقل بذلك من عالم الدهشة إلى عالم الكبار الحقيقي والممل بنفس الوقت. 

أنا ككل الأطفال كنتُ كثيرة الأسئلة لكن لا أجرؤ أن أسأل أحداً غير أبواي, على الأغلب أمي. وكنت على يقين قبل أن أسأل بأني سآخذُ إجابة; إجابةٌ شافية  تحوّل علامات الإستفهام في رأسي إلى معلومات مفيدة تخدمني متى ما احتجت. كنت لا أتردد بالسؤال ولو كان محرجاً. لا أدري لمَ كنتُ أظن أن الأمهات يعرفن كل شيء...ربما لأني سبق ورأيتُ أمي تحضّر لي الإجابات وتبتكر حلولاً لمشاكل المنزل مما يجعلني على ثقة بأنها ستساعدني مهما كان طلبي.

كنتُ أرى "الكبار" بنظرة مثالية خالية من العيوب. فهم دائماً يقولون الحقيقة, ويتخذون القرارات الصحيحة مهما بدت غبية فهي لسبب أجهله وربما كنتُ أظن أني سأعرفه لو كبرتُ مثلهم لكني رفضتُ أن أكبر. كما ظننتُ أنهم جميعاً يحسنون التعامل مع الجميع كأمي وأبي, وأنهم ولو لأي سبب سيرفعون أصواتهم على من هو أكبر منهم مثلاً. لأن هذا ما علمتني إياه أمي وعلمته إياه أمهاتهم وعلى الرغم من أن الواقع يريني العكس أحياناً, لم أكن أقلق أو أحتج لأني كنت مؤمنة بأنهم سينالون ما يستحقون من عقاب حين يصلون بيوتهم وسيندمون بعدما توبخهم أمهاتهم. ولم يكن ليطرأ على بالي أنهم قد يعيشون بعيداً عن أمهاتهم أو أن أمهاتهم لا حول لهن ولا قوة.
 كانت تحمل لي الأيام مفاجآتٍ كثيرة بمرور الأعوام. فمحيطي لم يعد كما كان والناس لم تعد كما كانت وأنا...لم أعد كما كنت!

أمي, موسوعتي التي لم تبخل علي بطلب صارت تجيب علي بصراحة لتخبرني أنه ليس لكل الأسئلة جواب. حتى صرت أحياناً أنا التي تجيب وهي التي تسأل.

لو كنتُ أعرفُ أمي التي أعرفها الآن, لصادقتها منذ البداية. حين كنتُ أنا وهي صغيرات ومتعطشات جداً للحياة.
أحبُ أمي كحبها الأبدي لنا, أحبها حتى عند عتابها لي وكثرة شكواها مني. أحبها حين تقف جنبي, أنا التي تعديتها طولاً لتطلب مني أن أنزل لها شيئاً عجزت عن الوصول إليه. أحبها حين يرانا الناس أقرب لأن نكون صديقات من أن نكون أم وابنتها.

كلُ عامٍ وأنتِ بخير! 

9 comments:

A said...

الله خليها لج، و يخلي لنا أمهاتنا ..
تأثرت جداً بما كتبت !

قبل قليل تلقيت مكالمة "منها"، تخيلي .. كانت تبكي !
لما شافت "الهدية" قامت تبجي و تقول: ما توقعتج قاعدة بعقلي و راسي لهالدرجة و عارفة كل شي !

عشت معاها عمري كله و شاكة إني أعرف شنو تحب ههه ! أكيد أعرف كل ما تحب و تكره كما تعلم هي :*


الله يخليهم لنا،
سيما الله لا يحرمنا من حروفج :*

A said...

شغلة/

حتى لو ضاقت بنا الطفولة، عجعجي فيها و تمسكي جيداً .. أبداً ما كانت رحلة إنتقالي لعالم الكبار جميلة !

"الطفولة" الآن هي المثالية بنظري ..

بعثرات قلم said...

بالفعل طبيعة الطفل يظن أن الأم موسوعة تعلم حتى الغيب
هكذا كنت أنا أيضا
أبقى الله لك أمك و
أدام صداقتك لها
دمت بود

Reem AlHajri said...

=)

BookMark said...

مذهل عالم الأطفال ..كما وصفتِه (بعين الدهشة) التي يرى كل شيء من خلالها..

هذا سابقا على أيامي وأيامك..
أما اليوم فالوضع مختلف وقد سلبوا الطفولة براءتها!

حفظ الله لك موسوعتك الجميلة :)

Eden said...

كلام حو و صادق

لاديني said...

كل عام وأمك وأمي وكل أمهات العالم بخير

وتحياتي لك

روان said...

ذكرتيني ، حفلة التفوق صادفت عيد الأم ، فـ الفقرة الختامية كانت عبارة عن أغنية للأم ، سويناها لهم ، و صعدنا المسرح و صكوا علينا الستارة ، بعدين كل وحدة فينا مسكت وردة ورا ظهرها

فتحوا الستارة ..
و غنينا ! و الكلام كان مؤثر و يبجّي لول حتى اللحن حزين ،

و على آخر مقطع
بلشنا ننزل
و كل وحدة تروح لأمها تعطيها الوردة;* !

هني لو أقولج الوضع كان "بجي عنيف" شوية لول ، والله المنظر العام بهاللحظة ما ينوصف ! اللي الأبلات اللي حضروا قاموا يبجون ،

كل وحدة دشّت بحضن أمها و إهي وياها يبجون ! طبعاً آنا ما كنت ناوية أبجي ، و كنت مع ربع اللي
"لا يبا شسالفة محنا باجين"
لول ،
بس بيني و بينج ، شفتي أمي تبجي ، جان أنهار ;p !

~~

جان تمسك الأبلة المايك
"سامحونا إذا بجيانكم"
لول !

و يوم خلصنا و يينا بنصعد عالستيج مرة ثانية وحدة من البنات تبجي و
"الله ياخذهم خربوا المكياج"
LOL ضحكتني !

و الصورة الختامية كانت كلنا مكياجنا سايح و خشومنا حمرة ;P !

~~

و الله يحفظ لنا أمهاتنا ..
=)

DK said...

:'(

i'm so emotional today hehe allah ikhleeekom lb3`9!

i love my mum too we r friends gbl la n9er om o bent'ha , itha gela6t tanbehny o itha gela6t ana anbha o hatha il 7ilo :)