2012-08-20

شيء يذكر


وقفت طويلًا داخل المحل, أتخيّل نكهات البوظة التي سأشتريها إلى أن لاحظت رجلًا يقف تحت شمس يوليو الحارقة عند الباب حتى لا يزاحمني في ذاك المحل الصغير. ملاحظة قد لا تعني شيء لكنها جعلتني أبتسم. لأني قبلها بأيامٍ فقط كنت عند ذات المحل باختلاف أنه كان مزدحمًا ومع ذلك دخل شخصٌ سمين دفعني بكتفه ولم يفكر حتى أن يعتذر. مازالت أذكر هذا الموقف القديم كلما مرت عند المحل.
أسعدني أنه لم يكن يتظاهر بالـ"جنتلة" ولم يظهر أخلاقه لينال استحسان أحد أو مدحٍ أو شهره. كانت على ما بدت, عادة مكتسبة.  كل ما بدى منه كان بدافع نفسه. وصحيح أنني لا أذكر النكهات التي وقفت لإختيارها طويلًا ولا أعتقد بأني لو صادفت الشخص سأميّز شكله لكنني لم أنسَ أدبه. هو على الأغلب نسي لأنه لم يفعل شيءً خارقًا لكنه كان شيءً جميلًا.
بعد سنوات, تعلمت أن لا أنتظر أجري وأن أحسن قبل أن أفكر بالجزاء "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟" تعلمت أن ما أقدمه سيعود لي لكن ليس بالضرورة من نفس الأشخاص. لله حكمته بالأمور. وكثيرًا ما تجري بعض التعقيدات وتتيسر أو تتعسر بأحيانٍ أخرى ولا يمكننا أن نفهم منها إلا أنها إرادة من إذا قال لشيءٍ كن فهو يكون.

امنح ما استطعت. فحين تعطي, أنت تفسح مجالًا لاستقبال ما ليس عندك. وأغلب السعادة التي تفقدها, ستجدها بنفسك لكن بمساعدة من الآخرين.

: )

4 comments:

Unknown said...

أرفع القبعة لذاك الرجل المتواضع اللي آثر انه ينتظر بالحر ولا يضيّق عليج المكان... هذيل هم الطيبين

لما تكون الطيبة والتقدير والاحترام والاحسان هي أصلك... لما تكون هي القيم الثابتة اللي تمشي عليها في حياتك... بالتأكيد راح تحصّل الطيب والتقدير والاحترام والاحسان من حيث لا تدري

Peace
:)

M!ss Ebda3 said...

أظنني سأرفع قبعتي كذلك
لمثل أولئك يبتهج الفؤاد

كثيرون هم من زُرعت فيهم الأخلاق
لكن قليلون من زُرعت الأخلاق فيهم حتى أثمرت


و أظن ما حدث يستحق أن يذكر فعلا
=)


دمتي بود سيما
^^

الجودي said...

هم كذلك بأخلاقهم يصنعون لنا ذكرى ودرس أحيان دون قصد منهم لآنهم جبلوا على مكارم الأخلاق ..

لهم كل التحيه ..

و لك أكثر

تحياتي

Wohnungsräumung said...

موضوع ممتاز جدا شكرا لكم