"العبد حرٌ ما قنع.. والحر عبدٌ ما طمع"
هكذا علمونا. أن لا نطمع لكي نرضا. وأنا طفلةٌ قنوعة بيد هذا العالم الكبير. تصغر أحلامي كل يوم لأشتري أقل الرضى. قبلت بأقل الدرجات, وبآخر المقاعد, وببعض الإهانات.. إلا الحلوى فلم أقبل أبدًا بقطعةٍ واحدة.
في البيت الكبير, بعد الغداء كان يأتينا جدي -رحمه الله- كعادته محملًا بما لذ وطاب. يفتح العلبة فيأخذ الصغار جميعهم قطعةً واحدة إلا أنا, فواحدة معهم, وأخرى من غرفة جدي حين أهرب له قبل خروجه لصلاة العصر. آخذها منه, وأقبّل رأسه وهو يضحك.
جدي الحبيب, لقد كان وجودك لذيذًا كالحلوى التي تأتي بها كل مرة. تفتح يدك, فتكون أصابعك بتلات وردٍ يزهر حبًا وجمالًا.
أي طفلٍ لا يحب الذهاب إلى الجمعية؟ فرحلة الجمعية هي أولًا محطة إكتشاف: "ما الجديد هنا؟" ثم إنها محطة اختيار: "ماذا سنشتري هذه المرة؟ كم قطعة؟ أيهما ألذ؟ وأيهما أجمل؟" على أرفف الجمعية تركن بعض الأمنيات والكثير من الإغراءات. ونحن نحب الحلوى ليس فقط لأننا ننتشي بسكّرها ولكن لأنها دائمًا ما ترتبط بالسعادة.
أنا بالعشرين عامًا التي عشتها لا أزال ذات الطفلة التي تحب الحلوى. وكلما حزنت انتظرت يدًا تفرحها. كان ليدك أن تحمل لي أي شيء.. كان ليدك أن تضمني فقط لتسعدني لكنك كنت تريد الاستمتاع بدور الكريم وبدورٍ أكرمتك فيه فأعطيتك بطولة حياتي ولم أكن لك ألا هامشًا تقصه خارجًا ثم إن اشتهيته أوهمته أنك تحبه وأعطيتني بعض الحلوى. استغليت ضعفي واستضعفت لك. ولو أعرف أن حبّك سيجعلني سمينة, لو أعرف أنني سأصاب بالسكّر ما كنت أحببت.. لو أنك استحققت حبي, ما كنت ندمت لكنك يا مرضي أتعبتني بنرجسيتك وحين بكيت, لم يكن بكائي قربك. أنا المصابة بك, حين سمعت أنني أرقد بالمستشفى, كل ما فعلت هو أنك أرسلت لي صندوق حلوى وكرتٌ مكتوبٌ عليه: "أحبك!"
كفاني منك
خذ حلواك
لا أحبك!
4 comments:
ابعد اللع عنك المرض والبسك ثوب العافيه ..
بـ صدق .. أحرف ماسيه تألمت لأحلها ..
سلامتك ..
؛؛
؛
أحساس ساندرا
شكرًا!
القصة من وحي الخيال.. الله يسلمج!
:))
موضوع ممتاز جدا شكرا لكم
اعجبني ما سطرته اناملك الذهبية
❤��
Post a Comment