2012-10-27

تحيّة لكل العالم



لا تفتحوا الباب للغريب فقد يسرقكم, يخطفكم, يأكلكم أو حتى يقتلكم.
لقد طوّرنا هوّسًا من حكايا الخيال فصار خوفنا من الـ"آخر" الذي سيؤذينا شديد. ولا ندرك أننا نحن من نؤذي أنفسنا بتلك المعتقدات ونؤذي الآخر معنا حتى دون ذنبٍ منه. هو مختلف, صحيح, لكن من قال أننا أفضل منه؟ الذي صنّف الناس من نزعاتهم على أنهم ملائكة أو شياطين, هل نسي أنهم بشر؟
أيها الغريب العجيب, من أنت لتستطيع كل ذلك؟ لقد أخافوني منك كثيرًا. منذ صغري وأنا أسمع عنك ولا أثق أن شيءً مما قيل لي صحيح. ابتعدت عنك قبل أن أقترب. وكرهتك قبل أن تجيب عليّ: من أنت؟
في مجتمع ليلى والذئب كل من يدق الباب مشكوكٌ في أمره. فيقفلون الأبواب وينسون النوافذ! لو أنهم يفهمون أن النوافذ المفتوحة تتسّع لعشيرةٍ من الذئاب.. وليس الباب, ليس الباب ما سيمنعهم من الدخول. حينها سيكون منطقيًا أكثر, لو أقفلوا النوافذ لكن الذئاب وربما الخراف والأسماك والحمام والورود والسماء وبقية العالم سينتظر وراء الباب لمن يخرج له وستكون خسارة من أفقل نفسه وأبوابه أن فاته عالمٌ رحب بينما هو خائف أن يلقي التحيّة.
: )

3 comments:

بدون تعليق said...

كلام صحيح لازم هالثقافة تنتهي احنا في عصر الانفتاح وتقبل الآخر

تدوينة جميلة سيما

AlMai Port l ميناء الميّ said...

من أصدق وأجمل ما قرأت في هذا الجانب الإنساني، صُدمت بواقع جميل على النحو الذي ذكرتيه مرات ومرات.. علّنا نتعلم
:)

Unknown said...

والغريب ايضا اننا قد نكون لسنا غريبين على بعض بالاصل ولكن تلك تلك القصص التي قد تكون حقيقية ولكن يراد بها باطل

هذا العالم الكبير يريد ان يقول ان مكاننا ليس في قوقعة مصطنعة. ولنا الاختيار اما ان نستمع للعالم او نستمع لحكايا الخيال

المطرف انه عندما نختار الخوف من "الاخر" فاننا نحن الذين نصبح "غريبين" على هذا العالم