2013-07-11

لن أنتحر

 
عزيزتي نفسي,
أنا وأنتِ واحد, فلماذا تبتعدين؟
منذ فترةٍ وأنا أقف بقربك وأخشى أن أقلّص المسافة. كنت أنتظركِ تبادرين بالحديث, تتقدمين بمدحٍ أو شكوى أو أي شيء. أعرف أن بيننا كلامٌ طويل لكن كلانا صامتٌ ذاك الصمت الموجع الذي لا يعرف القصد منه. لذلك قررت اليوم أن أتحدى ذلك الوجع الذي لا أعرف من أي جرحٍ جاء لكنه بات يطوف حول القلب مهددًا. فلنقترب قليلًا ونتصالح.
لنكن صادقين, قد نبدأ بمشاريع ثم نكتشف أننا لسنا على إستعدادٍ كافٍ لمواصلتها فيكون لازمًا أن نتوقف كي لا نتسبب بالأذى أو نزيد منه, وإن كان بتوقفنا خذلانًا كبير. كل الأمور خير, أليس هذا ما تؤمنين؟ قلتِ وبقيتي تكررين "تؤخذ الدنيا غلابا"* وحين غالبتكِ الدنيا بتِ تتذمرين؟ قد تتمنين أمرًا أكثر من أي شيءٍ بالدنيا وحين يتم, يكون بودّك لو لم يكن. لا كل ما تتمنين يجري لصالحك,فأحيان تكون أكثر أمانينا..(تعب). 
 الكل يترقب منكِ أن تكوني مثالًا, يريدون إستخراج خيراتك كلها, وتتمنين أن تمنحين أفضل ما عندك لكن ليست لكِ الطاقة على ذلك. يلومونكِ فتصابين بخيبةٍ على خيبتهم وهاتان هما خيبتان. ينقص من قدركِ البعض وتسكتين حتى تكرهين. فلماذا من الأصل كنتِ تسمحين؟ بين نارٍ ونار ماذا يكون الإختيار؟ تقسمين نفسكِ مليون قسمة لتدركي بعدها أن لم يبق فيكِ باقٍ. أتراكِ غاضبةٌ عليهم أم على حالك؟ إن كان لابد لك من الإختيار فاستخيري. وإني لأجلكِ أيضًا استخرت, سألت الله: ربي, إني في بادئ البدء قد عفوت, وإني لصفحك قد رجوت. رباه إني أسألك هدايةً, فإهدي لي سلامًا لأني قد خضت حربًا وانهزمت. حربي التي كانت بلا عدة غيرأني حفظت كلام زعيمٍ عاش في الهند ومات. ووجدت بكلامه خطة حياة. "كن التغيير الذي ترغب أن تراه"** أفلا تسمعين؟ كوني أنتِ لا سواك. تمسكي بالصبر حين تدفعكِ الأيادي غصبًا للسقوط. قد عشتِ في حدود الصبر عمرًا, واعلمي أن بالصبر نجاة. لا تتركي أسئلك, لا تتركي الأماني تتدافع أمام نافذة الإنتحار. 
قولي بصوتك العادي دون أن تصرخي, فيكفي بالحق أن ينادي به المنادي, قولي بلا خوفٍ "حياتي" وإن النفس تتجدد, تتغيّر, تتحوّل, تختلف.. لكنها أبدًا لن تنتحر.
أما الآن فدعينا نتصافح, إني أريد مصالحتك.
 
 
*أحمد شوقي
**غاندي
: )

4 comments:

Al Pacino said...

مبارك عليج الشهر

استمتعت

Seema* said...

Al Pacino
علينا وعليكم يا رب.
(F)

علي موسى said...

سلام عليكم..
مبارك عليكم الشهر الفضيل
للاسف بات الانتحار سمة العصر، ولا اعني بالانتحار هنا إزهاق الروح بالخنق او ما شابه ،الانتحار بفقد بهجة الحياة وقيمتها التى اصبح الانسان غريباً طريداً من نفسه ، نتيجة تحكم المادة في كل إعتبار انساني راقي بأنتهكات متواصلة على القيم الانسانية وما الحروب والكراهية المتجددة بتجدد التقنية إلا دليل على انتحار الانسانية ، فقط نحتاج للعود للانسان دون انتحار.
حتى يأذن الله بإقرار اخر كونوا بخير حال.

Anonymous said...

أعجبني خطابك مع نفسك , أحسستك حنونة معها و لا تريدين الشقاوة لها بل تريدين الخير كلها لا مع ذلك هيَ نفس وتخرج أحيانا عن المعتاد