2013-12-01

شتاءٌ يمر على قلبٍ متجمد


ولكي يثير إعجابي أخبرني أنه لا يمانع مصافحة النساء لأنهن برأيه لسن من النجاسة -على إفتراض أن الذين لا يصافحون النساء هم يتجنبون نجاستهن، مثلًا؟- لماذا ليس العكس؟ لماذا المرأة هي الطرف السيء حتى بالتمثيل الإفتراضي؟ 
تقول صديقتي: "فلان تأخر في فرض النقاب على زوجته" وحين استفسرت عن حقه في ذلك قالت عنها "جميلة" وهي فعلًا كذلك لكنني لا أفهم ما دخل النقاب بالموضوع؟ ألا يجب أن يكون النقاب رغبتها أولًا؟ لماذا هو إختيار الزوج؟ لماذا تبدو الأنثى طفلًا لا يعرف مصلحته. من الأصل، يحق حتى للطفل إتخاذ قراره بتوجيهٍ من أهله وليس بفرض قرارهم عليه. لماذا هذا الهاجس الغريب من كل شيء يحيط بالأنثى؟ لماذا كلمة العيب تلاحق المرأة وتظهر لها في كل مكان; في الشارع، في البيت، بإنعكاس المرآة، بصفحات الكتب، بنظرات الأقارب، بصينية الطعام الذي لم تعده بنفسها لأنها لا تعرف كيف تطبخ.. فيكون لابد لها من أن تهرب، تختبئ تحت السرير أو خلف الباب.. أو كما في حالاتٍ كثيرة، خلف رجل. يا رجل، لا أريد مكانًا خلفك، لا أريد أن أختبئ تحتك. أريد مكانًا معك. لا تشدني من شعري، امسك يدي. لا تلف يدك حول عنقي، لفها حول خصري. لا أريدك أن تحل مشاكلي، فقط اسمعني. 
المرأة في مجتمعنا تضحي ثم تضحي ثم تضحي لأجل الرجل.. تتحمل حماقات شبابه، اهماله، قل إهتمامه، عدم مسؤولية… ويتوقع منها العالم أن تصنع منه رجلًا لا أن تستقبله رجلًا. وبدورها يجب أن تعتني به وبأبناءه الذين ستنجبهم منه ويجب أن تصبر وتتحمل وتترك صديقاتها وإختياراتها. يجب لكي تكون امرأة (سنعة) أن تكون طاولة يضع عليها رجله وقت عودته من العمل. وخزانة ملابس متحركة ليعجب بها. مزهرية في كثير من المناسبات. ودواسة أخذية حين يقرر لها ذلك.. لكنها نادرًا ما تكون إنسانة يحق لها كما يحق له أن تتكلم، تعبّر، تخرج، تعمل، وأن تأخذ يومًا إجازة لترتاح عن كونها آلة لا تتقف. 
ماذا أقول عن امرأة أفنت عمرها بغربة خاطر لأجل أن تسعدك وخذلتها؟ انتظرتك تكوّن ذاتك، وحين اكتملت بعد الأربعين تزوجت من أخرى. المرأة التي سلبتها كل ما تملك لتعود لك. تحررت منك. ظل إحساسها بالحياة معك شمعة احترقت حتى وصل خيطها لنهاية. وما عادت تحترق، برد إحساسها لأجلك. وأعجبها الشعور.

1 comment:

BookMark said...

وماذا نقول عن امرأة اختارت هذا الدور ولا يمكن أن تفهم دورًا غيره؟

جميلة يا سيما يا ليت لو يسمعك كل الذين يجب أن يسمعوا -يقرأوا- هذا