طلبت يدي، وأخذتها قبل أن أمدها إليك. وأدهشني أن أصابعك دخلت بين فتحات أصابعي كما لو أن قطع تركيبٍ تشكلت ليكتمل قدرنا. الإنبهار بالموقف وبك أنتشلني من أي شكٍ يتساءل عنك. لم أدرك حينها أن فراغات يدي، لم تخلق لتسدها أصابعك بل لتعينني. وأن يدك لا تحبني وإنما تستهوي القبض على الأشياء فقط -بغض النظر عن ماهيتها- فمسكت بي، وابتسمت. أمنت حينها على يدي بين يديك حتى ضاقت قبضتك علي وتكسرت فيها عظام أصابعي وتفتت. لا قلت آهٍ ولا اشتكيت لكنني في سري تمنيت لو أنك يا حبيبي احتويتني لما انكسرت.فاجأتني يدك التي وعدتني أن تمسح الدمع لو بكيت أن تختفي وقت التعب. يدي التي أحبت حتى إنكسارها لأنه منك، أفلتها في الوقت الخطأ دون مصافحةٍ أخيرة. تركتها، لتأخذ وعودك الجميلة لغيرها وتترك إنكساراتها لغيرك. لكن يدٌ أخرى أقوى منك سوف تكسرك يومًا، وسآتي حينها لأجبر كسرك لا لشيءٍ سوى إمتنانٍ لك لأنك علمتني أن اليد التي تصفع ليست كالتي تحب.اليد المحبة تأخذ من القلب ما تعطيه للآخرين. اليد المحبة تخيط جراحها وتلملم التعب. اليد المحبة إن لم تملك ما تعطيك إياه ستضمك. اليد المحبة تتمنى سعادتك. اليد المحبة غير مقيدةٍ بلونٍ أو اسمٍ أو عرق. اليد المحبة هي اليد الحرة التي ترتفع لتشكر الله على كل كسبٍ وفقد. يداي حرّتان كحمامةٍ بالسماء. يداي، يكفيهما منك الدعاء.
2014-01-15
يدٌ محبة
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment